Page 47 - web
P. 47

‫‪ISSUE No. 444‬‬              ‫بهدف تطوير السياسات والبرامج‬          ‫مجتمع آمن قائم على المعرفة‪ ،‬وبالتالي منع‬       ‫في ‪ 24‬ديسمبر ‪ ،2015‬وقد تبنى عدد من‬
                                                                 ‫نمو بذور التطرف بجميع أشكاله‪ ،‬وعليه فإن‬              ‫المنظمات الدولية والإقليمية هذا النهج‪.‬‬
‫‪45‬‬                         ‫الوطنية بنا ًء على الأدلة العلمية‪.‬‬
                                                                               ‫الإستراتيجية تقوم على ما يلي‪:‬‬    ‫إن مثل هذا العمل ملح بشكل خاص في‬
                          ‫معايير الإستراتيجية‬                                                                   ‫لبنان بسبب موقعه الجغرافي الإستراتيجي‪،‬‬
               ‫‪ .1‬يجب ألا تحتوي الإستراتيجية على أي‬              ‫‪ .1‬توفر الإستراتيجية الأهداف والسياسات‬         ‫ووجوده في بيئة إقليمية ينتشر فيها التطرف‬
                                                                                                                ‫العنيف والدعوات لتسوية النزاعات الداخلية‬
               ‫تبرير للأيديولوجية المتطرفة أو لاستخدام‬           ‫والخطط الوطنية لمنع التطرف العنيف على‬          ‫من خلال استخدام العنف‪ ،‬علاوة على‬
                                                                 ‫المدى القصير والمتوسط والطويل‪ ،‬مع تحديد‬        ‫ذلك‪ ،‬تهدف هذه الإستراتيجية إلى الحفاظ‬
               ‫العنف للتعبير عنها‪ ،‬وأي تفسير آخر لأي من‬                                                         ‫على الأمن والسلم الاجتماعي‪ ،‬والتأكيد‬
                    ‫عناصرها يعتبر انتها ًكا واض ًحا لأهدافها‪.‬‬                         ‫أنظمة المراقبة والتقييم‪.‬‬  ‫على مسؤولية الدولة في اعتماد سياسات‬
                                                                                                                ‫وضمانات عملية‪ ،‬والسماح لجميع مكونات‬
               ‫‪ .2‬يجب ألا تحتوي الإستراتيجية على أي مبرر‬         ‫‪ .2‬تتناول الإستراتيجية العوامل الهيكلية‬
                                                                                                                   ‫المجتمع اللبناني بالتمتع بمستقبل أفضل‪.‬‬
               ‫لانتهاك حقوق الإنسان بجميع أشكالها‪ ،‬وأي‬           ‫على المستويات المجتمعية والثقافية‬              ‫وسيتم ذلك من خلال الحيلولة دون تأثر‬
               ‫تفسير آخر لأي من عناصرها يعتبر انتها ًكا‬          ‫والاقتصادية‪ ،‬والتي تعد القوة الدافعة وراء‬      ‫البلاد سلباً بالتداعيات السلبية للتطورات‬
                                                                 ‫نمو التطرف العنيف؛ لذلك فإن مشاكل‬              ‫الإقليمية المحيطة‪ ،‬ومن خلال ضمان النمو‬
                                           ‫واض ًحا لأهدافها‪.‬‬     ‫مثل الفقر والبطالة والشعور بعدم المساواة‬       ‫الاقتصادي المستدام والتنمية الإقليمية‬
                                                                 ‫وانعدام العدالة هي عناصر يجب دمجها في‬          ‫المتوازنة‪ ،‬كما سيقترن ذلك باحترام حقوق‬
               ‫‪ .3‬لا يجوز وصم أي فئة أو جماعة أو منطقة‬                                                          ‫الإنسان لجميع الطوائف اللبنانية من‬
                                                                                                ‫الإستراتيجية‪.‬‬   ‫أجل ضمان الاستخدام الأمثل لرأس المال‬
               ‫أو عقيدة‪ ،‬وأي تفسير آخر لأي من عناصرها‬                                                           ‫البشري اللبناني والاستفادة القصوى من‬
                              ‫يعتبر انتها ًكا واض ًحا لأهدافها‪.‬‬  ‫‪ .3‬تنطلق الإستراتيجية من إدراك الطبيعة‬         ‫الثروة البشرية الإبداعية المتجسدة في التنوع‬

               ‫‪ .4‬يجب بناء مكونات وعناصر الإستراتيجية‬            ‫المعقدة لمسألة التطرف العنيف من خلال‬                                    ‫الاجتماعي في لبنان‪.‬‬
                                                                 ‫مراعاة تعدد وتداخل العناصر والظروف‪،‬‬
               ‫على أساس أن السياسات والخطط والبرامج‬              ‫فضلاً عن تعدد الجهات الفاعلة وتنوع‬                                ‫الإطار العام‬

                        ‫الناشئة عنها تستند إلى أدلة علمية‪.‬‬                                            ‫أدوارها‪.‬‬  ‫تحدث عملية تطوير الإستراتيجية الوطنية‬
                                                                                                                ‫في سياق محلي وإقليمي وعالمي ومعقد يهدد‬
               ‫‪ .5‬إن المشاركة المجتمعية في عملية تطوير‬           ‫‪ .4‬تأخذ الإستراتيجية في الاعتبار المستويات‬     ‫النمو الاجتماعي والاقتصادي والاستقرار‬
                                                                                                                ‫على المستويين الوطني والعالمي‪ ،‬بالإضافة‬
               ‫الإستراتيجية الوطنية شرط أساسي لفاعليتها‪،‬‬         ‫المختلفة التي يهددها التطرف العنيف‪ ،‬أي‬         ‫إلى تنويع أشكال عدم المساواة التي تزيد من‬
                                                                                      ‫الفرد والأسرة والمجتمع‪.‬‬   ‫حدوث أعمال العنف الناتجة‪ ،‬من التطرف‬
               ‫ويجب أن يتم هذا التطوير من خلال عملية‬                                                            ‫العنيف‪ ،‬كما يأتي في زمن التحول الاجتماعي‬
                                                                 ‫‪ .5‬تعتمد الإستراتيجية على المساهمات‬            ‫الذي تحتاج فيه الدولة إلى دعم وترسيخ‬
                   ‫استشارية تشمل جميع مكونات المجتمع‪.‬‬                                                           ‫الثقة بين مختلف مكوناتها ومؤسساتها‪،‬‬
                                                                 ‫النظرية العالمية للمنظمات الدولية‪ ،‬وعلى‬        ‫هذه الثقة هي حجر الزاوية الذي من شأنه أن‬
               ‫‪ .6‬إن احترام مواقف الحكومة الرئيسة‬                ‫إستراتيجيات منع التطرف العنيف التي تتبناها‬     ‫يسمح للبلد بالتغلب على جميع التحديات‬
                                                                 ‫الدول الأخرى‪ ،‬فضلاً عن الخبرات والممارسات‬      ‫الاقتصادية والاجتماعية والأمنية وبناء‬
               ‫وخصوصيات لبنان‪ ،‬والتأكيد على أهمية‬
                                                                                                  ‫ذات الصلة‪.‬‬
               ‫المساهمة الدولية في تطوير الإستراتيجية‬            ‫وبالتالي لا يمكن معالجة مشكلة التطرف‬
                                                                 ‫العنيف بالتركيز على عنصر أو عدد من‬
                  ‫وخطتها التشغيلية وتنفيذها أمر أساسي‪.‬‬           ‫العناصر بشكل منفصل ومستقل بعضها عن‬
                                                                 ‫بعض‪ ،‬كما يجب أن يرتكز على دراسة الواقع‬
               ‫‪ .7‬يتطلب تنفيذ الإستراتيجية مشاريع‬                ‫الثقافي والتنموي والديموغرافي والاجتماعي‬
                                                                 ‫والإداري والاقتصادي للمجتمع اللبناني‪،‬‬
               ‫وخططاً وبرامج مستقلة خاصة يقدمها‬                  ‫تساعد مثل هذه الدراسة في تحديد العناصر‬
                                                                 ‫التي تؤثر على التطرف العنيف وتفاعلاتها‬
               ‫المجتمع الدولي إلى جانب أنشطة التنمية‬

                    ‫والبرامج والسياسات الإنسانية الحالية‪.‬‬

               ‫‪ .8‬سيتم وضع آلية وطنية لتنسيق البرامج‬

               ‫والخطط الحكومية والمجتمعية والدولية‬

                                          ‫ومتابعة تنفيذها‪.‬‬

               ‫‪ .9‬يجب أن تكون الإستراتيجية مرنة وقابلة‬

                    ‫للتكيف استجابة للتحولات الاجتماعية‪.‬‬
   42   43   44   45   46   47   48   49   50   51   52